Read this in English
آثار الإقفال العام على التّواصل والعلاقات الاجتماعية:
قبل الإقفال العام كان وقتنا مليء بالمهام مثل إعداد التّقارير حول العمل، لذا لم يكن لدينا الوقت الكافي لإجراء مكالمات هاتفية طويلة وحين كنّا نلتقي بالآخرين كانت هواتفنا تفرّقنا عن بعض. ولأننا نعيش في عصر التّواصل السّريع لم أكن بحاجة للاتصال بأصدقائي وأقربائي لأسألهم عن حالهم فبدلاً من ذلك كنت أتفقّد أخبارهم ببساطة على تطبيقات "إنستغرام" أو "سناب شات".
ولكن بعد الإقفال العام، أصبح حوالي ثلث سكّان العالم مضطرين للبقاء في منازلهم حيث مُنع النّاس من الذّهاب إلى عملهم والتّجول في الطّرقات ورؤية أحبائهم. كما كانت الصّيدليات ومحلات المواد الغذائية مفتوحة فقط بينما المتاجر الأخرى كانت مغلقة حتى لا يتمكن النّاس من التّسوق أو شراء أي شيء آخر غير الطّعام والدّواء، وفي هذه الحالة توجّب على جميع النّاس الالتزام بمنازلهم لإنقاذ حياتهم وصحتهم. غالبية النّاس كانوا مرعوبين من هذا الفيروس الذي أرهب معظم دول العالم، وكانت النّاس تشجّع بعضها البعض على مواقع التّواصل الاجتماعي للالتزام بالحجر المنزلي من أجل تجاوز هذه المرحلة الخطيرة.
حاولت بعض العائلات القيام بأنشطة متعددة داخل منازلهم من أجل ملء وقتهم، وأصبح أفراد الأسرة أقرب لأنهم كانوا طوال اليوم معًا. فالأمهات مثلًا أصبحن قادرات على قضاء المزيد من الوقت مع عائلاتهن وتحضير طبخات متنوعة مع العائلة لم يستطعن القيام بها في عصر السّرعة الذي نعيشه. بالإضافة إلى ذلك كانت كل عائلة تحاول بطرق عديدة القيام بأنشطة للتّرفيه عن أنفسهم وملء وقتهم الكامل أثناء الحجر المنزلي. وبالتّالي كان أثر الإقفال العام إيجابيًا على حياة الأسر وذلك من خلال قضاء المزيد من الوقت مع العائلة وحصولهم على وقتٍ أكبر للتّواصل مع الأصدقاء على وسائل التّواصل الاجتماعي.
لقد قمنا بالعديد من التّمارين في المنزل لأننا كنّا ممنوعين من الذّهاب إلى النّوادي الرّياضية. وحاولت ممارسة التّمارين الرّياضية في منزلي باستخدام الآلات الرّياضية المتاحة والاستفادة من فيديوهات الرّياضة الموجودة على الإنترنت للأشخاص الذين يمارسونها. بالإضافة إلى ذلك، شاركت مع عائلتي في عدة تمارين وهذا ما شجّعنا على ممارستها. لذا ساعدت هذه الأمور على جعل العلاقات العائلية أقوى.
آثار الإقفال العام على سبل كسب العيش:
خلال هذه الفترة المضطربة توقفت العديد من الجامعات مؤقتًا عن التّدريس في حرم الجامعة وتعيّن على طلّاب الجامعات تلقي المحاضرات عبر الإنترنت حيث كان ذلك تحديًا كبيرًا بالنسبة لبعض الطلّاب. لقد تغيرت حياة الإنسان في هذه الظّروف فأصبحت الدّراسة الآن عبر الإنترنت لإبقاء الطلّاب في جو دراسي جيّد كي يسهّل عودتهم إلى المدارس والجامعات.
استطاع معظم الناس متابعة أعمالهم من المنزل عبر الإنترنت كطريقة بديلة، وهناك الكثير من البرامج مثل "سكايب" و"زوم" التي يمكن تنزيلها مجانًا وتتيح إقامة مكالمات فيديو جماعية. كان الهدف من استخدام هذه البرامج هو تنظيم عمل المجموعات بين الزّملاء حتى نتمكن من الحصول على وقت كافي لمناقشة الأفكار وتحليل النّصوص معًا وتبادل نصائح حول العمل. إن هذه الطّريقة رائعة للتّواصل والحفاظ على التّعاون بين فريق العمل. كما أنها تساعد من خلال إضافة حسًا من التّواصل الاجتماعي حتى لا يشعر الشّخص بالعزلة أثناء العمل.
ومع ذلك هناك أشخاص آخرون لا يستطيعون العمل عبر الإنترنت مثل التّجار وعمّال البناء والكهرباء، الخ. وفي هذه الحالة سيؤثّر الوضع الاقتصادي لهؤلاء الأشخاص سلبًا عليهم ولن يتمكنوا من تأمين لقمة العيش لأسرهم. كما أن ظروف البلد تزيد من معاناة الشّعب مع خسارة اللّيرة اللّبنانية لقيمتها الشّرائية حيث أنها فقدت حوالي ثلثيها ولا يزال دخل بعض العائلات على ما كان عليه قبل الإقفال العام، في حين أن معظم العائلات الأخرى أصبحت بدون أي دخل مادي.