Read this in English
الأسم : مهدي الحمصي
طالب جامعي
الاختصاص ماجستير في العلوم الاجتماعية
عنوان السكن: لبنان/ البقاع/زحلة
ان ما يشهده العالم بكامله من تغيرات وتحولات نتيجة تفشي وباء كورونا وما له من تداعيات نفسية واجتماعية واقتصادية جديدة طرأت على حركة المجتمع وسبل عيشه بسبب الحجر الصحي ناتجة عن غياب الأنشطة الخارجية بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، وهو ما جعل البعض يتخوفون من التأثيرات النفسية المستقبلية على الحالة النفسية للأفراد داخل خلية المجتمع . كما أن الصحة الجسدية والعقلية بسبب الضغوطات المرتبطة بالحجر الصحي، مثل مخاوف الإصابة بالفيروس، والإحباط، والملل، وعدم الحصول على الإمدادات الطبية الكافية، ونقص المعلومات، والخسائر المالية، ومخاوف الشعور بالعار في حال الإصابة توسع الفجوة وتزيد من الأزمة.فعلى الصعيد الشخصي انا طالب جامعي اعمل باعمال مؤقتة وجزئية بما يتماشى مع مجال تخصصي الجامعي بدخل جزئي محدود ، ولكن مع حدوث ازمة مفاجئة في حياتي بسبب وباء كورونا توقفت جميع النشاطات والاعمال التطوعية التي كنت أعتمد عليها لتأمين سبل عيشي وهذا ما سبب نوعاً من ضغط نفسي بسبب سوء الأحوال الاقتصادية وعدم وجود فرص عمل أخرى خصوصاً بعد اغلاق جميع المؤسسات والمنظمات والجمعيات الخيرية، وما زاد الأمور سوء هو الابتعاد عن الحياة الاجتماعية وعدم التواصل والتفاعل مع الأصدقاء والناس المحيطة بي بسبب فترة الحجر المنزلي ، ما سبب نوع من الوحدة والعزلة والتوتر النفسي المستمر وذلك لفقدان الترابط الاجتماعي الذي يتجلى في الأصدقاء والاسرة مما يجعلني في قلق وتوتر مستمر.كما ان أجراءات اغلاق الجامعة من قبل الحكومة للحفاظ على الصحة العامة جعلني أخاف على مستقبل دراستي وما له من تأثير سلبي على مسيرتي التعليمية خصوصاً أن العام الدراسي إنقضى نصفه وانا لم اناقش رسالتي البحثية بعد وقد يفرض علي دفع رسوم جديدة لا استطيع تحملها مع وجود ازمة اقتصادية في لبنان قبل تفشي الوباء.كما أن التباعد الاجتماعي الذي فرضته معظم الدول على مواطنيها سينقلب إلى تقارب من نوع آخر، وهو وجود نفور مع الأشخاص الذين اسكن معهم حين أن تتوتر العلاقات فيما بيننا ويصبح هناك حدية في التعامل بسبب الضغوط الحياتية.، وأن العزلة التي أعيشها غيبتني كلياً عن العالم الخارجي وتوقفت معه طرائقي البحثية التي كنت اجمع من خلالها معلومات وبيانات من داخل مخيمات الاجئين بسبب العزل المفروض على المخيمات أيضاً فقد استخدمت بدائل ثانوية في جمع المعلومات من خلال تدريبات مباشرة عن الانترنت وعن طريق دورات من مواقع منظمات وجمعيات خيرية ساهمت في سد بعض الثغرات ولكسب الوقت في عمل شيء مفيد ومُجدي.كما ان فترة الحجر وما رافقها من توقف عن العمل وبطالة أثر بشكل كبير على دفع مستحقات الاجار للمنزل الذي اسكن فيه مع صديقي مع وجود ضغوط من صاحب الملك على دفع المستحقات بالكامل ، هذا الأمر يزيد من وتيرة الضغط النفسي والضغوط والقلق من قيام صاحب الملك على طردنا بأية لحظة بسبب التأخير في دفع المستحقات ولوازمها من كهرباء ومياه تعود لصاحب الملك ، هذا الامر ولدً لدي شعور بعدم الرضى وعدم الارتياح حتى اصبح يؤثر على أوقات الدورات التعليمية والتدريبات التي أقوم بها في فترة الحجر المنزلي ،اما درجة الخوف والقلق كان ابرزها يتمحور حول موضوع الإقامة السنوية حيث انها توقفت بسبب توقف الدوائر الحكومية في عملها وبالتالي زادت وتيرة الخوف والهشاشة الأمنية والامكانية ان تأتي الإقامة بعدم القبول والرفض نظراً لوجود رفض كبير لملفات الإقامة التابعة للجنسية السورية في هذه الفترة.
فأغلب أوقات فترة الحجر المنزلي كانت سلبية جداً على الأغلب بسبب العزلة وتردي الوضع الاقتصادي ، بالرغم من وجود بعض الثغرات التي تعطيني نوعاً من التغيير والتطوير للذات من خلال القراءة والمطالعة واستخدام بعض الهويات كالرسم والرياضة داخل المنزل، لكن هذا الأمر ليس كافياً في ظل تأزم الوضع وتردي الواقع في فترة انتشار الوباء مع عدم التفكير نهائياً في المشاكل العاطفية التي لم اعد أهتم بها والتي تم الغاءها من نظام حياتي في ظل الازمة المتفاقمة الني اثرت سلبا على الجانب العاطفي بشكل ملحوظ وهذا يأتي نتيجة تراكمات التوقف عن العمل، وخسارة الدخل مع وجود التحديات التي يفرضها التمّون بالمواد الغذائية ومنتجات العناية الصحّية مع زيادة الافراط في التدخين بسبب الجلوس داخل المنزل لفترات طويلة مع الإحساس بشعور الارتياب أو الإحباط لأني لا أعرف إلى متى ستدوم هذه الحالة و ماهو مصير مستقبلي التعليمي في الجامعة .
مهدي حمصي ، 29 سنة ، طالب ماجستير في السياسة الاجتماعية ، سوري يعيش في بر الياس