Read this in English
ها نحن في الشّهر الثّاني من الحجر الصّحي المنزلي، وهو إجراء ضروري لتجنّب خطر الإصابة بفيروس كورونا COVID-19 الذي يهدّد سلامة وصحّة العالم أجمع.
معظم الأنشطة التي اعتدنا القيام بها قبل الحجر الصّحي كانت مختلفةً تمامًا وبالتّالي إن أسلوب حياتنا تغيّر في هذه الفترة. ولكننا نحاول التّكيّف مع نمط الحياة الجديد هذا من أجل حماية أنفسنا والآخرين.
أنا أعيش مع عائلتي، نقضي في هذه الأيام وقتًا طويلاً مع بعضنا البعض. ولكن كل منّا يقضي وقته على طريقته. لذلك نختلف جميعنا في أسلوب حياتنا.
لقد أثّر الحجر الصّحي على العلاقات الاجتماعية. فأنا الآن أستيقظ في الصّباح الباكر وأشرب القهوة مع أمي في المنزل. ولكنني في السّابق اعتدت أن أذهب مع أصدقائي صباحًا إلى الكورنيش حيث كنّا نمارس الرّياضة ونشرب القهوة معًا.
أصبح التّواصل مع الأصدقاء والأقارب مختلفًا. فنحن نتواصل معًا الآن من خلال الهاتف فقط وجميعنا يبقى في المنزل خوفًا من هذا المرض الذي حوّل حياتنا إلى كابوس.
خلال النّهار، أحاول قضاء الوقت في المنزل وتعلّم الطّهي وتحضير الحلويات التي كنا نشتريها جاهزة من المتاجر. لكن حاليًا لا نستطيع القيام بذلك لأننا خائفون من الفيروس الذي قد ينتقل إلينا عبر الطّعام الجاهز.
نتناوب أنا وأخوتي على الذّهاب إلى السّوق لجلب الطّعام. وأشعر بأن الخروج من المنزل لشراء الطّعام أصبح نوعًا من التّرفيه في هذه الأيّام. كما أننا حين نشتري أي شيء من الخارج يجب أن نعقّمه.
أصبحت المدينة مختلفةً تمامًا، حيث أن معظم المتاجر مغلقة باستثناء متاجر بيع المواد الغذائية والصّيدليات. وهناك قليل من النّاس الذين يخرجون ومعظمهم التزموا بالإجراءات الوقائية خاصّة خلال الفترة الأولى من الحجر الصّحي. ولكن بعد مرور أكثر من شهر على الحجر الصّحي لم يعد الكثير من النّاس يلتزمون تمامًا بالتّعليمات والحجر الصّحي، فبعضهم عادوا إلى أعمالهم والبعض الآخر كان غير قادر على البقاء في المنزل.
حين يكون أحد منّا لديه عمل على الإنترنت، يجب ألا نستخدم الشبكة في ذلك الوقت. ففي الأيام التي يكون لدي فيها جلسة عبر الإنترنت، فأطلب من أخوتي أن لا يستخدموا الإنترنت لأن الشّبكة سيئة. وبعد الأخذ والرّد في الموضوع، يوافقون على ذلك.
لقد أصبحنا جميعًا معتمدين على الإنترنت، وخاصة الطّلاب لأنهم يتعلمون الآن عبر الإنترنت لأنه أصبح خطة بديلة للتعلّم. ولكنني لا أجد ذلك مفيدًا للطّلاب لعدّة أسباب بما في ذلك الضّغوط النّفسية التي يشعر بها الطّلاب والطّرق السيئة في التّواصل مع المعلمين.
في المساء، أقضي الوقت مع عائلتي بمشاهدة المسلسلات والأفلام. إننا نقضي الكثير من الوقت على شاشة التّلفاز. كما أننا أصبحنا نشيطين أكثر على وسائل التّواصل الاجتماعي ونقضي الكثير من الوقت على هواتفنا.
وأخيرًا أود أن أقول أن فترة الحجر الصّحي كانت لها أثر إيجابي على علاقتي مع عائلتي. كما كان لدينا وقت لتعلم أشياء جديدة لم نستطيع تعلّمها من قبل لأننا كنّا مشغولين بأشياء أخرى. وأصبحنا نهتم أكثر بصحتنا وتناول الأطعمة التي تعزز مناعتنا.
وفي النّهاية أودّ أن أقول أنها كانت فترة راحة طويلة واستراحة جميلة بالنّسبة لي. ولكنني لا أتمنى أن تطول، بل آمل أن تنتهي هذه الفترة ونحن جميعًا بخير وصحة جيدة لأنني افتقدت الأيام الماضية ونمط الحياة العادي الذي كنا نعيشه.
هبة الحاجي، 25 سنة، مهندسة معمارية، سورية تعيش في طرابلس شمال لبنان
Photo by Dan Meyers on Unsplash